إيه بي سي: حرب السيسي على الإرهاب تخلق متطرفين
"ومنذ عزل السيسي الرئيس الإخواني محمد مرسي عام 2013، يحارب النظام المصري تمردا إسلاميا في الأجزاء الشمالية من شبه جزيرة سيناء، وفي نفس الوقت يشن حربا ضد المعارضين، ويزج بالآلاف داخل السجون من أعضاء جماعة الإخوان "المحظورة" والعلمانيين. وحذرت الخبيرة الأمريكية إليسون ماكمانوس من أن الاعتقالات الجماعية للمعارضين يمكن أن تقود إلى تطرف داخل السجون المصرية، حين تحدث عملية تواصل بين هؤلاء المحرومين من حقوقهم مع المحنكين في التطرف العنيف.
جاء ذلك في سياق تقرير بشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية.
وإلى النص الكامل
في أعقاب تفجير الكنيسة البطرسية الذي قتل 25 شخصا، حذرت بعض التحليلات من أن أكبر دولة عربية ربما تواجه المزيد من الهجمات من تنظيم داعش.
اعتداء الأحد الذي استهدف مدنيين أقباط يشير إلى تصعيد الهجوم من تنظيم داعش، الذي أعلن مسؤوليته عن تنفيذه كما يوضح حاجة القاهرة إلى تغيير سياستها في الحرب على الإرهاب.
وقللت القيادة المصرية من أهمية الهجوم حيث وصفه الرئيس السيسي بأنه "ضربة إحباط" من إرهابيين، وتابع: “إنهم يحاولون أن يجعلونا نهتز ويفعلون ذلك منذ 3 سنوات بلا جدوي"، بعد أن ذكر أن منفذ الهجوم الانتحاري هو محمود شفيق.
ومنذ عزل السيسي الرئيس الإخواني محمد مرسي عام 2013، يحارب النظام المصري تمردا إسلاميا في الأجزاء الشمالية من شبه جزيرة سيناء، وفي نفس الوقت يشن حربا ضد المعارضين، ويزج بالآلاف داخل السجون من أعضاء جماعة الإخوان "المحظورة" والعلمانيين كذلك.
وكان المسلحون الإسلاميون يتجنبون استهداف المدنيين في مصر في معظم الهجمات، لكن منذ أن بايع تنظيم أنصار بيت المقدس داعش في 2014، تغير التكتيك مع مرور الوقت، حيث استنسخوا ممارسات داعش في القتل العشوائي للمدنيين.
وفي 2015، أسقط أنصار بيت المقدس طائرة روسية بعد دقائق من مغادرتها مطار شرم الشيخ، مما تسبب في قتل 224 شخصا كانوا على متنها في ضربة هائلة للاقتصاد المصري، حيث منيت السياحة بالخسائر الأكبر في 20 عاما.
ورفض السيسي ادعاءات بأن التقصير الأمني تسبب بحدوث تفجير الكنيسة البطرسية، وطالب بسن قوانين أكثر غلظة لمحاربة الإرهاب.
بيد أن محللين أخبروا إيه بي سي نيوز أن مصر في حاجة إلى إنهاء الاعتقالات الجماعية والتركيز الفردي على مرتكبي العنف إذا أرادت منع المزيد من الهجمات على نحو فعال.
أليسون ماكمانوس، مديرة البحوث بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط قالت: “استهداف الجناة، وتجنب الاعتقالات الجماعية والعقاب الجماعي مفاتيح أساسية للتيقن من تحقيق الدولة العدالة ومنع العنف، مع احترام حقوق المواطنين المشروعة".
وحذرت ماكمانوس أن الاعتقالات الجماعية للمعارضين يمكن أن تقود إلى تطرف داخل السجون المصرية، حين تحدث عملية تواصل بين هؤلاء المحرومين من حقوقهم مع المحنكين في التطرف العنيف.
الانتحاري الذي فجر الكنيسة البطرسية قالت عائلته إنه تعرض للتعذيب أثناء احتجازه من قبل الشرطة عام 2014.
ماكمانوس رأت مصر في حاجة إلى خلق مساحة للارتباط السياسي السلمي، واستطردت: “مصر تنفذ في الوقت الراهن استراتيجيات اجتماعية وقانونية قمعية لتجريم التظاهر وحرية التعبير أو إنشاء منظمات، وهو ما سيتسبب في آثار عكسية على المدى الطويل يضرب الاستقرار.
مختار عوض الباحث في برنامج مكافحة التطرف بجامعة جورج واشنطن اتفق على ضرورة أن تركز مصر أكثر على داعش.
وفسر ذلك قائلا: “بينما نجحت مصر في تحجيم عناصر داعش في بعض أجزاء شمال سيناء، لكنها لم تواجه بعد تركيزا كاملا من مخططي داعش والمقاتلين العائدين بمستويات كبيرة من الخبرة".
تحتاج مصر إلى تطوير نهج أكثر ذكاء وتركيزا على الهدف من أجل فهم أفضل للشبكات الإرهابية وتفكيكها بحسب عوض الذي اختتم قائلا: "إذا لم تراجع الحكومة نهجها الاستخباري والمناهض للإرهاب ربما ستعجز مصر لفترة من الوقت على اكتشاف خلايا داعش وربما تفاجأ بهجمات متطورة مثل التي نراها في أوروبا".